2025-09-24 04:23:09
أغلقت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ فصلاً استثنائياً من تاريخ الأولمبيات تحت شعار “أولمبياد السلام”، حيث جمعت المناسبة بين البعد الرياضي والرمزية السياسية في حدث نادر جمع كوريتي الشمال والجنوب تحت راية واحدة.
شهد الحفل الختامي عروضاً فنية مبهرة ولوحات استعراضية جسدت ثقافة كوريا الجنوبية العريقة، بينما شارك الرياضيون من مختلف الدول في احتفالية راقصة عبرت عن روح الأخوة الأولمبية. ورغم الأجواء الاحتفالية، ظل التوتر السياسي حاضراً من خلال التفاعلات المتباينة بين الوفود الرسمية.
اللافت في الحفل كان المصافحة المقتضبة بين رئيس كوريا الجنوبية مون جي إن وكيم يونغ تشول رئيس الوفد الكوري الشمالي، بينما استقبلت إيفانكا ترومب بترحاب واضح. وقد أثار وجود كيم، الرئيس السابق للمخابرات الكورية الشمالية والمتهم بالتورط في هجوم على سفينة حربية كورية جنوبية عام 2010، احتجاجات من قبل بعض الكوريين الجنوبيين الذين حاولوا عرقلة موكبه.
ورغم هذه الخلفية المتوترة، تمكنت الروح الأولمبية من فرض نفسها، حيث سار رياضيو الكوريتين معاً تحت راية التوحيد في حفلي الافتتاح والختام، في مشهد رمزي قوي نال إشادة عالمية. وقد أشاد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بهذه الخطوة واصفاً إياها “بالمثال الذي يحتذى به في العالم”.
وأكد باخ في كلمته أن أولمبياد بيونغ تشانغ أثبتت كيف يمكن للرياضة أن تقرب بين الناس في عالمنا الهش، وكيف تبني الجسور بين الأمم. ووصف الدورة بأنها “دورة الآفاق الجديدة” التي تفتح آفاقاً للسلام والتعاون الدولي.
بعد 17 يوماً من المنافسات الرياضية المثيرة، أطفئت الشعلة الأولمبية في بيونغ تشانغ، لتنطلق الرحلة نحو بكين التي ستستضيف الدورة الشتوية المقبلة في 2022. وقد مثل تسليم العلم الأولمبي إلى العاصمة الصينية انتقالاً للرمز الأولمبي من أرض السلام المؤقت إلى أرض الطموحات المستقبلية.
تركت أولمبياد بيونغ تشانغ إرثاً يتجاوز الميداليات والبطولات، ليكون شاهدا على قدرة الرياضة على تجاوز الخلافات السياسية ولو للحظات، مفتتحة صفحة جديدة في تاريخ الأولمبيات التي تثبت مرة بعد مرة أنها أكثر من مجرد منافسات رياضية.
