أديداس تحل خلاف الزليج المغربي مع اعتذار وتواجه أزمة جديدة في الجزائر
2025-09-18 05:08:10
أعلنت شركة “أديداس” الألمانية العملاقة للألبسة الرياضية يوم الجمعة عن حلّ الخلاف مع المغرب بشأن تصميم قمصان لمنتخب الجزائر المستوحى من الزليج المغربي، معربة عن أسفها للجدل الذي أثارته هذه القضية. وجاء هذا الإعلان بعد شهر من المطالبات الرسمية المغربية بسحب هذه القمصان التي اعتُبرت “سرقة ثقافية”.
وكان المغرب قد وجه الشهر الماضي إنذاراً رسمياً للشركة الألمانية يطالبها بسحب القمصان خلال 15 يوماً، حيث اعتبر أن التصميم المستوحى من نقوش الزليج المغربي يمثل استغلالاً غير مصرح به للتراث الثقافي المغربي. والزليج هو صناعة تقليدية مغربية مميزة تتجلى في بلاط مزين برسوم ونقوش ملونة تستخدم في تزيين الأرضيات والجدران في المنازل والقصور والمساجد.
وبحسب البيان الرسمي للشركة، تم التوصل إلى “حل إيجابي” للنزاع بعد محادثات مكثفة مع وزارة الثقافة المغربية، حيث تقرر عدم سحب القمصان التي يرتديها المنتخب الجزائري خلال عمليات الإحماء قبل المباريات. وأكدت أديداس أن “التصميم مستوحى بالفعل من نمط فسيفساء الزليج، ولم يكن مقصده أبدًا الإساءة إلى أي أحد”.
وأعربت الشركة في بيانها عن “احترامها العميق للشعب والحرفيين في المغرب”، معربة عن أسفها للجدل الدائر حول هذه القضية. من جانبه، رحب مراد العجوطي، محامي وزارة الثقافة المغربية، بهذا القرار، مشيراً إلى أن هذه القضية ساهمت في تسليط الضوء على “أهمية الدفاع عن تراثنا الثقافي ومهارة الأجداد للحرف المغربية”.
لكن على الجانب الآخر، بدأت تظهر مؤشرات على مشاكل جديدة لأديداس، حيث أفادت وسائل إعلام محلية في الجزائر بأن اتحاد كرة القدم في البلاد غير راض عن الشركة الألمانية ويدرس إنهاء التعاقد معها. ولم يعلق متحدث باسم أديداس على هذه التقارير، مكتفياً بالقول إنه “لن يعلق على تكهنات صحفية”.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول استراتيجية أديداس في التعامل مع التراث الثقافي للدول، وكيفية موازنتها بين الإبداع في التصميم واحترام الخصوصيات الثقافية. كما تبرز أهمية الحوار المباشر بين الشركات العالمية والحكومات لحل النزاعات الثقافية بشكل ودّي يحفظ حقوق جميع الأطراف.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها شركات عالمية انتقادات بسبب استخدامها رموزاً ثقافية تقليدية في تصاميمها. وتؤكد هذه الحالة على الحاجة إلى وضع ضوابط وأطر واضحة للاستخدام الثقافي في عالم الأزياء والتصميم، مع ضمان احترام الحقوق الثقافية للشعوب والمجتمعات.
في النهاية، تبقى قضية الزليج المغربي مع أديداس مثالاً على كيفية تحول النزاعات الثقافية إلى فرص للحوار والتفاهم، كما تظهر أهمية الشفافية والاحترام المتبادل في العلاقات بين الشركات العالمية والدول ذات التراث الثقافي الغني.